إن الطعام نعمة من نعم الله علينا، ومن الطبيعي أن يكون مصدراً للسعادة، ولكن هناك من يلجأ للطعام للهروب من مشاكل الحياة، أي عندما يتعرض لصدمة عاطفية، إذ يأكل للتخلص مشاعر التوتر والقلق، والتي تطغى عليها مشاعر السعادة من لذاذة الأطعمة، وهذا ما يطلق عليه اضطراب الأكل العاطفي، المسبب الأول لزيادة الوزن في العالم! ما هي مشكلة الأكل العاطفي؟ وما هي أسباب الأكل العاطفي؟ وهل ما هو علاج الأكل العاطفي؟ تعرف على كل ذلك وأكثر في هذا المقال من مدونة وجيز، والذي سيكون دليل عن الأكل العاطفي وعلاجه.
ما هو الأكل العاطفي؟
الأكل العاطفي بالانجليزي تعني “emotional eating”، وهي حالة الإفراط في تناول الطعام من دون سيطرة، عندما تطغى المشاعر السلبية على عقل الإنسان، ما يدفعه للحصول على السعادة من الأطعمة الدسمة، وهذا ما يفسر لجوء الفتيات للشوكولاتة، والآيس كريم، والمأكولات السريعة عند التعرض لصدمة عاطفية، حيث ترفع تلك الأطعمة من هرمون السعادة، ما ينسيهم مشاعر الحزن التي يمرون بها، ويجعل مزاجهم أفضل.
إذاً، فالأكل العاطفي هو ليس بهدف سد الجوع، بل تهدئة المشاعر، والهروب من مواجهة الآلام من خلال رفع هرمون السعادة الناتج من لذاذة الأطعمة المحببة للفرد، وتلك الدسمة والمليئة بالسكر، والدهون.
أسباب الأكل العاطفي
أوضحت مقالة نشرتها المكتبة الوطنية للطب عن الأكل العاطفي، أن أسباب الأكل العاطفي
الرئيسية هي:
- استخدام الأكل للتعامل مع المشاعر السلبية، وتشمل، التوتر، والغضب، والخوف، والملل، والحزن، والوحدة.
- الخلط بين حالات الجوع والشبع الداخلية، وبين التغيرات الفسيولوجية المتعلقة بالعواطف، نذكر منها العلاقات المعقدة، وتوتر العمل، والضغط بسبب الوضع المالي، والمشاكل الصحية، والإجهاد النفسي والجسدي.
الأكل العاطفي وزيادة الوزن
حسب مقالة نشرتها المكتبة الوطنية للطب عن الأكل العاطفي، سلطت الضوء من خلالها على دراسات ناقشت موضوع السمنة والأكل العاطفي، وقد تم الإجماع على أن أبرز أسباب السمنة هي الأكل العاطفي، كما أن السهر واضطراب النوم المتزامن مع الاضطراب العاطفي يزيد من حالات السمنة، وزيادة الوزن بشكل أسرع.
كما أشارت الدراسات إلى أن الجينات قد تؤثر على زيادة الوزن من خلال الأكل العاطفي، وهذا ما يفسر مرور بعض الناس بحالة الأكل العاطفي وعدم زيادة أوزانهم، وفي المقابل يمر أناس بفترة بسيطة من اضطراب الأكل العاطفي، وتراهم يكتسبون الكثير من الوزن.
علاج الأكل العاطفي
كيف اتخلص من الأكل العاطفي؟ إن التخلص من الأكل العاطفي ليس بالأمر الصعب، ويكمن السر في قدرة الشخص على التحكم في مشاعره، فهذا الجوع نابع من المشاعر السلبية، وليس للجسم أي علاقة فيه، وعليه يمكن اتباع مجموعة من الممارسات لتشتيت للعقل، وضبط المشاعر، ما سيسهل من عملية التخلص من الأكل العاطفي عند المرأة، والرجل، وحتى الأطفال.
حسب دراسة عن الأكل العاطفي والوزن الطبيعي أجرتها المكتبة الوطنية للطب، فقد أشارت أن ممارسة التمارين، واتباع مبادئ الأكل اليقظ أو الواعي؛ أي التمييز بين الجوع العاطفي أو الجسدي، يساعد الأشخاص على حل مشكلة الأكل العاطفي، ومكافحة السمنة.
إليكم في القائمة التالية طرق علاج الأكل العاطفي:
- خصص أجندة لكتابة ما تأكل، وكمية ونوعية الأطعمة التي تتناولها، ومشاعرك في تلك اللحظة، وما إن كنت تشعر بالجوع أم لا، فالأكل العاطفي يحدث من دون وعي، وهذه النصيحة تعمل على توعية عقلك حول كمية الطعام الذي تتناوله، للحد من هذه العادة.
- إذا لاحظت أن الأكل العاطفي ناجم عن الإجهاد، فعليك ممارسة الأنشطة والرياضات التي تقلل من الإجهاد، مثل اليوغا، وتمارين التنفس، والتأمل.
- اتباع مبدأ الأكل اليقظ أو الواعي لمعرفة ما إن كنت تشعر بالجوع حقاً، أم أنه جوع عاطفي.
- إذا كان الأكل العاطفي بسبب الملل، فعليك محاربته عن طريق إشغال نفسك في الأنشطة، وعدم اللجوء للوجبات الخفيفة الدسمة لسد هذا الملل.
- إن كنت تعي أنك تعاني من الأكل العاطفي، تجنب شراء الأطعمة الدسمة، والوجبات الخفيفة المقلية أو المليئة بالسكر والسعرات الحرارية، بل حاول ملء الثلاجة بالأطعمة الصحية.
- لا تحرم نفسك عند محاولة إنقاص الوزن، ولا تتبع الأنظمة الغذائية المملة والتي تعتمد على الحرمان، فقد يؤدي هذا إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام غير الصحي كنوع من الاستجابة لعواطف الإجهاد بسبب الرجيم القاسي.
كتاب عن الأكل العاطفي
إن كنت ترغب في الحصول على المزيد من المعلومات حول مشكلة الأكل العاطفي، فننصحكم بقراءة كتاب “التحرر من الأكل العاطفي”، والذي يمنحك نظاماً لإنقاص الوزن، ويمحو لك جميع مسببات الإفراط في تناول الطعام، وأهمها الأكل العاطفي.
احصل على كتاب “التحرر من الأكل العاطفي”، وبنسخة مقروءة أو مسموعة وملخصة في 15 دقيقة فقط من خلال تحميل تطبيق وجيز، أضخم مكتبة عربية للمحتوى المعرفي القصير.